بقلم/ محمد شعبان 

أى بني اسمع منى ولا تسمع عني ، فقد كثرت الأقاويل ، وادعى كل مدعٍ بما شاء حتى ولو زيّف الحق فوضع الباطل والكذب موضع الصدق والحقيقة ،حتى يُسمَع بين الناس.

أى بني لقد بلّغ النبي عن أيام يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخون فيها الأمين ، فوالله إنها لتلك التي نحياها.

أى بني إذا كثرت الشائعات فاسأل قلبك أى الكلام أحق بالتصديق وأي الأحاديث أولى بأن تجعله دبر أذنك ، تجد الناس يرددون عنك هذا شجاع أمين ذو عقلية ناضجة ولا يحيد عن الحق وقتما تكون أمامهم ، وعندما يصبح غيرك مكانك ستصبح عكس ذلك .

فالناس أمام الحق والباطل أصناف : أكثرهم ممن يهتفون باسم الظالم ، والبعض يسكت فلا تجد له همسا ، والقلة يتحدثون ولكن صوتهم لا يكاد يتجاوز مسامعهم ، ونادرا ما تجد من يعلو صوتهم بالوقوف فى وجه الظلم ، وأبوك من تلك الندرة.

اي بني ما وطأ أبوك أرضا وكرهه بها أحد إلا منافق أو حائد عن الحق ، فما سكت أبوك عن حق أو ارتضى أن يرى باطلا ، وما أحب أن يُظلم إنسان حتى لو كان لا يحبه ، فما سكت عن باطل إلا شيطان أو معاون له ، وأبوك ليس من الصنفين ، وحاشا له أن يكون كذلك.

يا بني لا تضع كرامتك لمخلوق ولا تدني رأسك إلا لمن خلقك ، فلن يضرك ولن ينفعك إنسان إلا بما قدّر الله ، وما دام قدر الله نافذ لا محالة فاجعله ينفذ وأنت نبيل الخصال مقدام فى مواضع الإقدام ولا تكن جبانا ولا خوانا.

وصن العهد حتى لو كان مع الخائن ، واحقظ السر حتى لو مع عدوك ، وأكرم من قصدك ، وأغث من استغاث بك ، فتلك مكارم الأخلاق ولا يتركها إلا ناقص، أى بنى لقد عشت حتى عرفت من صنوف الناس ألوانا ، ولم أتعامل مع إنسان إلا بما أنا أهله ، لا بما هم اهله .

وتعلمت من تقلبات الحياة أنها لم ولن تدوم لأحد ، وأيقنت بأن رزقي لى لا لغيرى فاطمأن قلبي ، وعملت فيها ما استطعت ، ولم أنظر لما عند غيرى ، طامح إلى بلوغ القمة مع قناعتي بما كتب لى ربى إذا لم أبلغ ما طمحت .

فعش ما شئت وافعل ما شئت ولكن لا تحد عن طريق الحق ، ولا يجانبك الصواب فالجميع فى الحياة فترات ، فاجعل فترتك فيها خيرًا ، ومحياك فيها خيرا واصبر على مصائب الدنيا فالصبر من شيم الأنبياء والأتقياء، وكما ذكرنا الناس أصناف .

للمزيد من الآراء الحرة.​​​​